الجمعة، 25 فبراير 2011

ليست وقتها !!!

     أعرف أنكم عانيتم و سئمتم و ضاق بكم الحال و تدهورت بكم الأحوال!!,  أعرف أن كثير منكم راتبه لايتعدى الألف جنيها , و أن الأكثر من يضطر الى أخذ الرشاوى حتى يلبى طلبات أهل بيته معرضا بذلك نفسه لخطر المجازفة و المسائلة القانونية , و عقاب الله فى الآخرة ,و معرضا - بعد ذلك - أهل بيته من بعده للتشرد و الضياع , و لكننى أقول أنه ليس الآن !!!
   أعرف أنكم تعرضتم للظلم فى حياتكم المهنية من رؤسائكم السفاء, فهم يسرقون و ينهبون وأنتم تستدينوا و تذلوا من أجل قوت يومكم ,كما أعرف أنهم حولوا المؤسسات الحكومية و غير الحكومية الى "عزب" يعينون من اهاليهم و أصدقائهم من يعينون و يعطوا لحاشيتهم البدلات و يتجاهلكم , و أنتم اللذين تعملون ولكن - بالطبع - هم وحدهم المستفيدون, و لكنى مصر على أنه ليس الآن !!!
  أعرف أنكم أصحاب التقديرات العالية اللذين ذاكرتم و سهرتم و تعبتم أنتم و أهاليكم فوفقكم الله ثم نجحتم , و فى نهاية المطاف شغل مكاتكم أبناء المسئولين فى تلك "العزب" من أصحاب التقديرات الهزلية و العقول الخاوية , و منكم من أصر و شغل أشغال بعيدة كل البعد عن شهادته و البعض الآخر أحبطهم ذلك الفساد و ذلك الهزل فوجدوا من الانترنت و المقاهى ضالتهم ! ..كما أعرف أن من أبسط حقوقكم-مع فرصة العمل- مسكن تتزوجوا فيه و لكنكم لم تجدوا ,فمنكم من يعيش هو و زوجه فى بيت اهله و الآخر فقد الأمل فتحول لشيطان يعبث بالبنات و يجد فيهم و فى الأنترنت مايخرج به "كبته" , و لكننى ثابت على موقفى و أقولها ..ليس الآن !!!
 أعرف أنكم معترضين على وزارة الفريق أحمد شفيق أو بمعنى أحرى على وجود بعض من الحرس القديم فى الوزارة و لكن أعطوهم الفرصة ..فليس - أبدا - الآن !!!
أعرف أنها مطالب مشروعة و عانيتم من أجلها و بسببها , و أنكم وجدتم الثورة تحقق أهدافها فتريدون أيضا تحقيق "مطالبكم الشخصية المشروعة" ..أستحملتم ثلاثين سنة ظلم ,فساد,غش,نفاق ومعاناة فلماذا لا تصبروا تلك الفترة البسيطة من أجل أستقرار مصر !!..أليس استقرار مصر أولى من مطالبنا الشصية !!...فأتوسل أليكم ليس الآن !!!
وأخيرا, أعرف يا أفراد اللأعتصامات الفئوية و يا شباب التحرير أن ما تفعلونه هو حق يراد به حق و لكنه فى هذا التوقيت هو أشد الباطل !!...فيا أبناء مصر ..حافظوا على استقرار وطنكم !!!
         و للحديث بقية !!!

الاثنين، 21 فبراير 2011

لن أنسى تلك الأيام !!!

   من النادر ان يحيى شخص فى احداث مثل اللتى كانت بعد ذلك اليوم المجيد يوم 25 يناير , كان الشعور فى تلك الايام مختلفا , من احساس بالحرية و رثاء و خوف و نصر ثم الفخر ..... نعم , كل تلك الأحاسيس احسسناها قرابة الشهر ولعلنا نحسها لعقود عدة .
فحريتنا احسسنا بها من تحرر شبابنا من المقاهى و الانترنت ومن-ايضا-ركوده و سكونه ثم تعبيرنا عنها فى شكل ثورة سلمية ترفض الاستعباد تطلب الحرية من نظام افسد و سرق و قمع وأحبط  و .... و.... !!!
ثم الرثاء على شهداء ثورتنا او (شهداء الحرية) اللتى كانت متطالباتهم هى ابسط مايستحقه المواطن فى القرن ال21 متمثلة فى عدالة اجتماعية وكرامة وحرية ولم تجد مقابل او رد لها الا بطلقات "جيش الشرطة" سواء كانت مطاطية او حية و احيانا كان رد الفعا اخف بكثير من الطلقات ألا و هو اطلاق خراطيم المياه على المصليين  ناهيك عن اعتقالهم للمتظاهرين  !! اى عقل هذا اللذى يجعل نظام يطلق النار على ابرياء ! ..و أية شريعة استشهدوا بها فى ذلك ! . فهم قمعوا لنعيش كرماء , و استشهدوا لنعيش احرارا ..فواجبنا -على الأقل- ألا تذهب أرواحهم هدرا و ألا نتهاون فى محاكمة المتسبب و ألا نسكت على الظلم والفساد و-اخيرا-ألا ننساهم !!
و الخوف او بمعنى أصح عدم الأحساس بالأمان -وما أصعبه من احساس- , فبعد الانفلات الأمنى المخطط له-أى ليس بالعفوى-و تهريب-و ليس هروب-المساجين و المسجلين ليرعبوا الناس فى شوارع مصر كلها و احيائها , فظهرت اللجان الشعبية -حركة عفوية و بدون توجيه-فى كل حى و شارع و ناصية ..اجواء-رغم الخطر اللذى يواجهها-كانت مقربة للناس, مليئة بالسمر و اجواء الدفىْ على السنة النيران فى هذا الشتاء!!!.. رغم الأحساس ببضع الخوف ألا أنها كان يتقلص كلما امسكنا بواحد منهم ثم تقلص أكثر بأمساك الجيش بهم ثم تلاشى بعد عدة محاولات فاشلة من المسجلين فى اختراق الجدران البشرية !!!
النصر دائما ما نحس به فى احداث النجاح ...لكنه كلمة قليلة بالنسبة لما فعله شعب مصر من انجاز يشبه الاعجاز ...لأن هذا النظام الهش سقط فى 18 يوم رغم بلوغه الثلاثين من العمر !!!!...ولكن الحق يقال , حيث ان هذا النظام ساعد الشعب على اسقاطه , من خلال حالة الغباء السياسى اللذى تمتع بها النظام فكانت البيانات متاخرة وقليلة المحتوى وبسبب ذلك تقابل من الشعب باصمود أكثر و ا تساع سقف المطالب الى أن وصل اى حد التنحى و هو ما حدث يوم الجمعة المباركة 11-2-2011 او ما يسمى بجمعة الستقلال!!
و الفخر احسسنا به فى كتب التاريخ ( أحمس ,سيف الدين قطز,سعد زغلول,السادات ) ولكن واقعيا افتقدناه نهائيا , ويتجلى ذلك فى نظرة الغرب وايضا العرب لنا ,ولكنها -وبفضل الله أولا- تغيرت 180 درجة حتى انى احسست -و لأول مرة-بالمقولة الشهيرة "لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا" ..                                                                                         و للحديث بقية !!..